Pages

Saturday, January 31, 2009

غربة فرج-الحلقة الثالثة : العــــــــــرّاب

 


أين فرج من السفر ؟؟؟ , باقي خمس ساعات على موعد الإقلاع , لم يدع أحدا ولم يسأله , حتى عابري السبيل طالهم بأسئلته واستفساراته ,ولافتات ذات اليمين والشمال , حتى بانت عليه علامات الغربة في المطار قبل غربة الخليج , وكأنه طبع على جبينه "هطرش" . وتتبعا للإرشادات المكثفة والدلالات والعلامات الموجودة , وصل للبوابة المقصودة والتصق بجانبها , كما يلتصق الجنين في رحم أمه , لا يستطيع العبور إلا قبل ساعتين من موعد الإقلاع والآخر من موعد الطلـق. وسيجارة تتبعها أخرى يتقـن فن تدخين السجائر ولا يتفنن إطفائها , فأعقاب السجائر من حوله كقشر البليلة أو الفشار بقاعة السينما منها ما هو على الأرض ومنها ما هو عالق بين الكراسي ومنها بفناجين القهوة والقليل جدا في مطفأة السجائر. تارة جالس لوحده وتارة يتجاذب أطراف الحديث. والوقت يزحف كما السلحفاة والساعة كأنها سنة , ومع هذا كله ما زال محافظا على بريستيج وهيبة البدلة الكاروهات يقف كل نصف ساعة مثل فترة الاستراحة بين الشوطين بالمباراة ويفرد جسمه والبدلة معا وينفـض السكن العالق بملابسه , يطالع ساعته ولوحة المواعيد , وعلى هذا المنوال حتى أنقضت الساعات الثلاث التي كانت كثقل الجبال . وآن لهذا الفارس أن يترجل من المقاعد الخارجية إلى بوابة العبور وكله ثقة أن الساعتين بالداخل ستكون أجمل وأحلى من قاعة الانتظار الخارجية . وبالفعل أنجز جميع المعاملات وأنتقل للطابق العلوي وأحس بألفة مع المكان مصحوبة بروائح القهوة والدخان والعطور تهب بالتوالي والتوازي امتزجت بطريقة جميلة عجيبة , فكان أول مهامه زيارة السوق الحرة التي لطالما سمع عنها , وشراء أكبر كمية مسموح بها من سجائر "الجولد ستار" نخب أول المخصصة للتصدير التي تختلف عن السجائر المحلية المشبعة بنشارة الخشب حتى كاد أن يكتب عليها عبارة "ننصحك بعلبة كبريت لكل سيجارة " بدلا من "التدخين مضر بالصحة ننصحك بالابتعاد عنه " وبين سطعه الأضواء ورائحة العطور , وإذ به يلمح مدرس اللغة الإنجليزية في المرحلة الإعدادية "الأستاذ جهاد" فلقد تغير تماما , هذا الأستاذ المتأنق الوسيم القادم من المدينة إلى قريتهم المتواضعة , الذي كان يشبه ممثلي السينما , وإذ به منفوخ كما البالون , أصلع وكأنه أصبح أقصر وبين شريط الذكريات والاستغراب على وضعه الحالي , وبخطوات معدودة فيها لهفة واشتياق وتربيت على كتف أستاذه يتبعه صوت خافت , أستاذ جهاد ...مين؟؟.....وإذا بأستاذه شرد بذهنه قليلا .. ووقف ساكنا ثم ضمه بقوة بين يديه السمينتين حتى كاد أن يخنقه، وقال له " عبسي" ولطالما كره هذا الاسم الذي حمله معه حتى مرحلة التوجيهي وذلك لتشبيهه بعبسي في حلقات المسلسل الكرتوني "عدنان ولينا" , ومع هذا كله إلا أنه كان سعيدا لان مدرسه لم ينساه. تصافحا بحرارة مع الأسئلة المتتابعة عن القرية ومن فيها , خصوصا ذكريات تلك الفترة ، ولم يساله فرج كيف أصبح بهذا الشكل الجديد ولم يسأله أستاذه عن حاله هذا الذى لم يتغير منذ ان كان في المرحلة الإعدادية. ومما زاد من حلاوة اللقاء معرفته بأن أستاذه متعاقد بنفس الدولة الخليجية منذ فترة طويلة, واحساسه بارتقاء العلاقة من طالب يخشى أن يطيل النظر إلى وجه أستاذه إلى زميل بل أكثر إلى صديق أو أخ كبير , ولكنه سيبقى بقرارة نفسه ذلك الطالب الذي يجل ويحترم مدرسه مع اختلاف طلبه للعلم إلى طالب الخبرة والمعرفة خصوصا في مسيرة حياته الجديدة . ومع انتقالهم من ذاك الركن إلى ذلك الركن , وجلسة هنا وهناك , وصوته العالي المتميز كأيام الدراسة , وهو يحدث فرج عن غربته هناك , فكان كما المغناطيس يجذب أسماع بعض المتعاقدين من كل زاوية وهم ينقلون الطاقة لغيرهم حتى أجتمع عدد كبير من الذين تم التعاقد معهم في زاوية المدخنين وشكلوا صفا دراسيا كما المدرسة والأستاذ متألق بالشرح , وجاري التعارف والتقديم وعرض الخبرات منعقد في هذه الزاوية , وفرج يزهو كالطاووس ملاصق لأستاذه , فهو عريف الصف. والمضحك في الموضوع أن اللمة كانت تشبه حوض السمك فيتم تصنيف البشر لبعضهم كسمك الزينة منها الجميل , المسالم ,الحساس , المقاتل وأخيرا الزبال . فأصحاب البدلات الكاروهات الذين تفاجأ بهم فرج على شاكلته مع بعض , وأصحاب اللحى و الدشاديش مع بعض , والبنطلونات القصيرة مع بعض , وأصحاب البدل والربطات الأنيقة مع بعض , والبنطلونات الواسعة و الخصر العالي والحذاء بدون جرابات مع بعض , فيتم التصنيف عادة في بادئ الأمر على المظهر قبل الجوهر, وانهالت الأسئلة المنهمرة على الأستاذ جهاد من كل صوب منها عن التوفير , السيارات , اللبس , الحياة , والردود بسيطة ووجيزة خصوصا مع اقتراب موعد الإقلاع هذا بالإضافة إلى ضيق المكان وأصبح كأنه الجحيم وتأججت حرارة المكان وابتلت ملابس الأستاذ بشلالات من العرق التي انهمرت بين طيات بطنه التي برزت كالجبال وارتسمت الأملاح على قميصه " العنابي" ورشحت صلعته الملبدة بالعرق , وفرج كالحارس الشخصي يخرج أستاذه من هذه الحصة ...يا شباب الأستاذ تعب نكمل هناك بس نوصل بالسلامة , مع تقديم استاذه بكل احترام وتقدير والمجموعة من خلفه أجمعوا ضمنيا على قيادته , ويرجع الفضل لفرج , بتنصيب أستاذه عراب الغربة أو God Father .

إلى اللقاء في الحلقة القادمة من مسلسل "غربة فرج"




المؤلف : عبدالرحيم محمد الحــــــــــافي








"مدونة الحــــــــــــــــافي" Created by A.Raheim Mohamed Alhafi is licensed under a Creative Commons Attribution 3.0 United States License. Based on a work at www.alhafi.spaces.live.com/blog. Permissions beyond the scope of this license may be 

Saturday, January 24, 2009

غربة فرج-الحلقة الثانية : قدّيش بدهم يعطوك ؟؟؟؟.؟؟؟؟



"راحت السكرة ....وجاءت الفكرة " ليس أمام فرج سوى أيام معدودات على سفره , ويله يودع معارفه .. ويله  يجهز نفسه للسفر من جواز سفر لفحص طبي والأهم مصروف جيب يكفيه لشهرين في الخليج , لأن السفارة أبلغت المتعاقدين الجدد بأن صرف رواتبهم بعد شهرين من الوصول , ومن ثم تعطيهم مستحقاتهم بأثر رجعي , وهذا الشرط معضلة بحد ذاته, خصوصا أنه لا يمتلك من حطام الدنيا سوي مبلغ رمزي على كم لبسه مهترئة عفا عليها الزمان .
طبعا التراجيديا عند فرج تنتهي بلحظتها وما بعيش الدور ويعملها فيلم هندي , رامي حمله دايما على اللي خلقه , مسّلح حاله بكم بيت من الشعر حافظهم عن ظهر قلب مثل "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها..... فرجت وكنت اظنها لا تفرج" , وكلمة كيف؟ أو ليش؟ حاذفها من قاموسه, خفة دم مش طبيعية , وجهه مصعق أحيانا مع شوية كلاحة إن لزم الأمر. هذا هو فرج إذا تحطوا بالخلاط بتطلع معكم شخصية تزيح الهم عن القلب . فكر فرج مين ممكن يداينه 500 نيرة ؟ وما يكسفوا؟؟؟. طبعا ما في غير المعلم .. نشمي و جدع .. عيبه ما بتخلص من لسانه وبحملك مليون جميله بس قلبه زي البفته البيضة , وطيران على الورشة مع دخلة المعلم , كم بوسة على شوية تعبط مع إلحاح شديد بالسؤال على قدّيش بدهم يعطوك؟؟؟؟ ......هروب مع مراوغة , حتى حصّل فرج على ما يريد و التشديد كل خمس دقائق على تسديد الدين بعد أربع أشهر, وتوصية دير بالك يا فرج مش تغيب وتغيب وتهللي بالدشاديش المبلطة زي اللي بجيوبها من الحج والعمرة , صارت كل الحارة بتلبسها , بتشوفهم كل يوم صبح , لابسينها حتى يجيبوا صحن الفول والحمص. وأيام الجمع للصلاة لابسينها مثل زي المدارس الموحد . إذا.. ولا... بد , و تجيب , بركة منك كم قنينة عطر "لابيدوس" أو "ون مان شو" يكونوا أصلي مش تقليد زي عطور الشام وإذا بدّك تتفضل علينا أكثر ! كروز  "مالبورو" أحمر.. أنت كريم وإحنا نستاهل . وفرج ما في على لسانه غير "ما بصير خاطرك إلا طيب " , "ول يا معلمي أنت بتأمر أمر", على راسي" , "على شواربي" وانتهى اللقاء كما بدء بالمباوسة والتعبيط ومعلمه لا زال يسأله "ولك يا أزعر ما بدّكش تحكيلي قدّيش بدهم يعطوك ؟؟؟؟" ... وإكوي يا فرج خلّص حالك وجمّع أصحابك في قهوة "الشابزوغ" أراجيل و شدّة وضحك على نهفات فرج أيام الدراسة وحسرة على فراقه بسبب الوضع المادي الذي أدى إلى هروب الخبرات والعقول!!! للخارج مثل صاحبهم اللحيم فرج . بالتوازي مع تقديم دستة شهادات خبرة إن لم تكن لهم , فلإخوانهم , معظمها لخريجون جدد , لا تحتوي غير صورة صاحب الطلب بخلفية حمراء , ويظهر أكبر بعشر سنين فلا تميز عمره الحقيقي هل من رداءة الصورة أم أن الهم راكبه , أما بالنسبة للخبرات والمشاريع لا يوجد عنده سوى أيام الدراسة وإن وجد تكون خبرة تقل عن سنين في شركة أو مؤسسة غير معروفه , طبعا الحالة الاجتماعية أعزب , وعنوان الاتصال ميني ماركت :0000 أو سوبر ماركت :.0000 . وكل واحد منهم يوصّيه "دير بالك يا فرج مش تغيب وتنسانا , ما في واحد مجمّع الشلّة غيرك , والله يستر ما تفرط . وظلك اقرى جرايد وأي وظيفة بتلبق على واحد منّا بتقدم له طلب وبتحط عنوانك هناك , ولما يصير نصيب تحكي معنا دوغري بتلاقينا عندك , وتنساش تسلم لنا على الوزاويز " بالإضافة لتوصيات مثل المعلم . وفرج ما في على لسانه غير "ما بصير خاطركم إلا طيب " , " بتأمرو أمر" ,"ول يا شباب" ,"على راسي" , "على شواربي" وانتهى اللقاء كما بدء بالمباوسة والتعبيط وما في على لسانهم "ولك يا أزعر ما بدّكش تحكي لنا قدّيش بدهم يعطوك ؟؟؟؟.؟؟؟؟"... وإكوي يا فرج خلّص حالك على نص البلد عند محلات البالة بدلة صوف كاروهات خطوط عريضة موضة التسعينات والثانية سفاري بني غامق موضة "سمير غانم", مع كم بلوزة "لاكوست" بكيسها ودرزن بلاطين قماش على جينز من عند "حواتمة" والأهم كندرة "توب سايدر" من عند" باتا" .والأيام تجري وعلى هذا المنوال ودع أقاربه ,اصحابه وزملاؤه وأنهى أعماله ومشاغله حتى أنقضت الأيام ولم يبقى عليه شيء إلا مطعم "هاشم" وكنافة "حبيبه" , آثرهما للآخر مع صديق الطفولة "كايد :عريس الحلقة الاولى" وصاحب الجمايل يكفي أنه سيوصله للمطار بسيارة أبوه " المرسيدس" اللف . وبالفعل بدء بـ" هاشم" , واثناء ما كان فرج بلحوس صحن الحمص من جهة , بقرش بالفلافل من جهة , ورائحة البصل من جهة ويشف بكاسة الشاي من جهة ويمسح ايديه تحت الطاولة من جهة, ثم يتوقف والطعام بحنكه , مع طرطشة شوية تفالة على وجه كايد ..ويتابع جملة متقطّعة... "شايف علي يا خوي يا كايد" , مع صمت ليبلع اللقمة , ويعيد الدور مرة تلوه المرة وينهيها "شايف علي يا خوي يا كايد" , حتى خرج كايد عن طوره , "ولك يا فرج فقعت مرارتي يا زلمة عبيت وجهي ابزاقة.. لا أنت بتوكل مثل الخلق والبشر ..ولا مخليني عارف آكل.. هسع دشرنا من دواوينك الفاظية بدكش تحكيلي قديش بدهم يعطوك ؟؟؟؟"... وإكوي يا فرج خلّص حالك على "حبيبة" وعند الدخلة أوقية ورى أوقية مع القطر , وينفخ من حرارة الكنافة ويتابع "شايف علي يا خوي يا كايد" , مع صمت ليبلع اللقمة , ويعيد الدور مرة تلوه المرة وينهيها "شايف علي يا خوي يا كايد"... وين كايد ؟؟ واكوي يا كايد , شغّل سيارتك واحلف "والله ما تروح معي اليوم روح بالسرفيس والباصات و من بكرة الصبح بوصلك المطار" , فرج!!! .."كايد تعال يا كايد ..يهديك يرضيك بدهم يعطوني......ولك يا كايد"....عريس جديد الله يلوم اللي بلومه .
خلاااااااااص .........................
روّح يا فرج .. واربط باب الدار ..ارمي راسك في حضن الحجة , "يمّه...... , مش عارف كيف بدّي أتركك وأترك أبوي و,اخواني وأصحابي وبلدي" , طبعا الحجة بتفلي بشعر فرج المجعد وعينيها تقطر بالدمعات والعبرة تخنقها تنهيده ورى تنهيده .."يمّه هاي حال الدنيا تبدء باثنين وتنتهي باثنين , واللي ربنا كاتبه بصير , بظلك هون وإلا بتسافر , يقصر عمرك وإلا يعمر....هاظا كله بعلم الغيب .. الله يمدك رزق مدد ما هو عدد كما مد الزيت بالزيتون والمي بالليمون ويبعد عنك ولاد الحرام وبنات الحرام ", هيييييييه ...
} وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت {صدق الله العظيم.

وفرج.." يمّه أنا كلي إلك بس أدللي شو توصيني"  ,  "يمّه.. دير بالك يا فرج مش تغيب وتغيب وتنسى إخوتك , بدّي أيدكم على أيدين بعظ , وما تقطع ولاياك, لأنه الرحمة والود موصولة بعرش الرحمن ولا تخلي أبوك يغظب عليك , لأنه رضىالرب من رضىالأب , وتصير تصلي وتصوم مثل الخلق والبشر , وتحرص على صحتك وفلوسك لأنهم إذا راحوا ما يرجعوا". وفرج ما في على لسانه غير "ما بصير خاطرك إلا طيب " , "ول يا يمّه" , انتي بتأمري أمر", على راسي" , "على شواربي" , مع دخلة الحج , كويس اللي صدناك يا هلس , وفرج أنت بتأمرني أمر يا حج..."أنا كلي إلك" , والحج ولك بظلّك هلس حافظ كل دواوينك , .."ما بصير خاطرك إلا طيب.. ول يابا .. انت بتأمر أمر.. على راسي.. على شواربي.. ولك اسناني تقلعوا من الزعرنة ..هسع الحقني على السطح بدّي أحكي معاك حكي زلام" , "يا ساتر شو بدو الحج ؟؟  !!".."اقلط  جنبي على الفرشة جاي" , "خير يا حج".. , "كل خير يابا , دير بالك يا فرج مش تغيب وتغيب وترجعي لي منفظ جيوبك على سوالفك سيارات ولبس , بدّي تحول لي 200 نيرة شهري , بدّنا الصيف الجاي نزوج أخوك الكبير عوظ على بنت عمك أبو الأنيس , قارين الفاتحة عليهم وهم باللفة , وهيّك شايف أخوك عوظ خلص رياظيات ودروش وربالي لحيته ما بدّو يدّرس خصوصي مثل ابن أبو جمال اللي صار عندوا عقب قدو , بظلّو يقول لي حرام , وعلى هاظا الحال بدو سنين ي الله يتجوّز , برظاي عليك خليني أفرح لي بحفيد منكم ". . "طولة العمر إلك يا حج وتشوف ولاد ولادنا ....ما بصير خاطرك إلا طيب" .. "دير بالك يا فرج مش تغيب وتغيب وترجع لي متزوج أجنبية شقرة لابسة قصير محزك وملزك وابنك وإلا بنتك على إيدك , زي ولاد خالك". ." يابا..... هو أنت شايفني رايح روسيا... ...أنا رايح على الخليج ..... ثم..بالله عليك هاي سحنة واحد بيطلّعوا عليها ....شايفني "رشدي أباظة!!!!!! بوعدك يا حج ما تسمع إلا الأخبار الطيبة , وأي مصاري بتنقص عليك بس تلفن لي"...الحج تنهيده...وراء ... تنهيده...... "صحيح ..يا فرج , على سيرة المصاري قدّيش بدهم يعطوك ؟؟؟؟"... وإكوي يا فرج خلّص حالك على أرض المطار .

إلى اللقاء في الحلقة القادمة من مسلسل "غربة فرج"




المؤلف : عبدالرحيم محمد الحــــــــــافي








"مدونة الحــــــــــــــــافي" Created by A.Raheim Mohamed Alhafi is licensed under a Creative Commons Attribution 3.0 United States License. Based on a work at www.alhafi.spaces.live.com/blog. Permissions beyond the scope of this license may be 





Saturday, January 17, 2009

غربة فرج-الحلقة الأولى-السيارة العجيبة



أكيد معظمكم مستغرب من الاسم !!!, شاهدنا مسلسل السيارة العجيبة الذي اشتهر في الثمانينات وما لهذه السيارة من قدرات وامكانيات لدرجة أن بطل قصتنا "فرج" كبر وهو يحلم أنه يكون عنده مثل هذه السيارة أو ربعها حتى أن حلمه توسع بأن يكون مثل بطل المسلسل وفارس السيارة العجيبة "مايكل نايت" أنا عارف أنه زودها وعلى كلام إخواننا المصريين "أدي الله ,وأدي حكمته" بكفي حلموا لعند السيارة . الآن خلينا أول برخصة سواقته , خصوصا أنه تخرج من الكلية بتخصص " لحام" بتقدير مقبول بالشامل . طبعا ينصحوه أحبابه وخلانه أن يلحق و يطلع الرخصة ويخدم سنتين علم ويقدم أوراقه على ديوان الخدمة , وهذه مش غريبة على الكل فهي من أساسيات " أ ب ت " الشاب الخريج اللي حظه بكون بفلق الحجر وذلك أنه إذا طلع له دور في الديوان وغالبا ما بين سنة إلى سنتين, عندها فرج بكون مخلص خدمة ومحصل شغل ورخصوا معه, ما علينا... دورها مطول شوي , لأنه بدوا يشتغل عقد من الزمان على الأقل , حتى يصرف له سيارة بنمرة حمرة "حكومي" وغالبا ما تكون هوندا سيفيك أو بكم أبو كابينتين . وبم أن حديثنا عن فرج وحظه العاثر "إجرو مش خظرة" , خلص خدمة وقعد في البيت لا شغله ولا مشغلة وبجيبته رخصه سواقة حصلها بطلوع الروح بعد ثلاث مرات رسوب ..الرابعة حزن عليه الممتحن وأعطاه الرخصة وهو متأكد أنه من هيئة فرج وشكله بدوا سنين حتى يركب سيارة ويصير "لل..... مره ويحلف عليها بالطلاق " , وتمضي الايام وفرج مش متحسر على شهادته كثر ما هو متحسر على الرخصة اللي تخمرت بجيبته وصار حلموا يصغر من السيارة العجيبة لأي سيارة والسلام . وطالت قعدة فرج بدون شغل وديوان الخدمة ما برد عليه , فقرر أن يستغل شهادته واشتغل في ورشة لحام وجسر من كلية مجتمع إلى جامعة , لا تستغربوا هذا فرج صاحب الأحلام , وكانت تتاح له الفرصة أحيانا بأن يحضر طلبيات الورشة بعد مليون ترجاي منه ومليون توصية من معلمه على البكم وقراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات من الطرفين على سلامة البكم . كل هذا ولم تسترح سريرته , نفسوا يسوق سيارة وتكون صالون وتكون مرسيدس لف . إلى أن جاءت الفرصة وصاحب فرج مآيس عن عمره و يطلب من فرج أن يكون سائق جاهته وكيف لا؟؟ وهو من عظام الرقبة , أجت والله جابها سيارةمرسيدس لف من السبعينات , طبعا الفرحة غمرت قلب بطلنا فرج وحلف مليون يمين و آمين.. ليزين السيارة و يخيطها بالزهور بنفسه.. هذا على أساس أنه يجامل العريس ولا يدري أنه يجامل نفسه, صدقوني ليس هناك فرق بين العريس وفرج , العريس يزف لعروسه بالزغاريد ,وفرج بزف حاله من حاله إلى المرسيدس اللف بأن يظلوا يزمر زي المجنون , وأهل العريس واقفين زي الرصد بقاعة الأفراح بطاحشوا ويزاحموا أهل العروس وفرج ماسك الشارع من أوله لآخره بطاحش و ويزاحم موكب الزفة , والعريس يشر عرق من جبينه لكعابه ..مش عارف؟ كيف بدوا يمضي هذه الليلة مكيف و مرعوب و خائف يا عالم صار عندي مره و فرج شرحوا مش عارف كيف بدوا يمضي هذا اليوم على خير خصوصا أنه سواقته سكر خفيف ما بدوا يطقشلوا سيارة أحد ولا بدوا تطفي معه السيارة على الطلعة , وكلاهما في باله يحكي اليوم أنا "زلمة" , كلاهما داخل على عروسه , إلا أن الفرق للعريس شهر عسل ولفرج بس هذه الليلة.

وجاء الصيف وهلت عقود طلب المدرسين والمهنين من الخليج و بدء الحظ يبتسم لفرج بالتحقق رويدا رويدا عندما وقع على عقد مدرس بالدرجة الثالثة براتب أساسي قدرة 365 دينار أي ما يقارب 600 دون التذاكر والسكن , لم يهمه ذلك ....يكفي الراتب الاساسي من 200 نيرة إلى 600 نيرة بظل 400 نيرة, يا سلام في السنة الأولى سيحقق حلم الطفولة بشراء السيارة العجيبة , واللي بعدها بتزوج بنت الحلال , واللي بعدها يشتري له بيت واللي بعدها يشتري أرض , واللي و اللي ....الخ . سنتوقف عند أحلام فرج قليلا لأنه عليه أن يجهز نفسه للسفر بنهاية أغسطس/ 1992 ..لبدء رحلة الغربة ويطبع على جبينه "مغترب"

إلى اللقاء في الحلقة القادمة من مسلسل "غربة فرج"




المؤلف : عبدالرحيم محمد الحــــــــــافي








"مدونة الحــــــــــــــــافي" Created by A.Raheim Mohamed Alhafi is licensed under a Creative Commons Attribution 3.0 United States License. Based on a work at www.alhafi.spaces.live.com/blog. Permissions beyond the scope of this license may be 

غربة فرج - المقــــــدمة

الأحداث في القصة لا ترمز إلى شخوص معينة , وإن تطابقت مع أشخاص أعزاء من أصدقاء وزملاء وأهل وأحباب أكن لهم كل المعزة والتقدير والاحترام , جمعتني بهم سنين الغربة بكل ما تحمل من ذكريات قاسية وجميلة , كانوا هم عزائي الدائم في غربتي , لكل أحبابي وكل من يقرأ كتاباتي تحية إعزاز وتقدير , والشكر الجزيل .


واختياري لعنوان القصة "غربة فرج " مقصود به أن كل مغترب جاء إلى بلاد الاغتراب , سعيا وراء الفرج , سوآءا طلبا للمادة أو العلم أو هروب من واقع اجتماعي مرير , فقد يكون بطل روياتنا "فرج" أي واحد فينا.

قد يكون هناك أخطاء إملائية أو لفظية فهي مقصودة مثلا عوض...عوظ

إلى اللقاء في الحلقة القادمة من مسلسل "غربة فرج"




المؤلف : عبدالرحيم محمد الحــــــــــافي








"مدونة الحــــــــــــــــافي" Created by A.Raheim Mohamed Alhafi is licensed under a Creative Commons Attribution 3.0 United States License. Based on a work at www.alhafi.spaces.live.com/blog. Permissions beyond the scope of this license may be available at alhafi@alhafi.org